هو محمد بن عبد الملك الزيات بن أبان بن أبي حمزة الزيات، وأصله من جبل ويكنى أبا جعفر، وكان أبوه تاجراً من تجار الكرخ المياسير، فكان يحثه على التجارة وملازمتها، فيأبى إلا الكتابة وطلبها، وقصد المعالي، حتى بلغ منها أن وزر ثلاث دفعات، وهو أول من تولى ذلك وتم له.
عمر بن محمد بن عبد الملك قال: كان جدي موسرأ من تجار الكرخ، وكان يريد من أبي أن يتعلق بالتجارة، ويتشاغل بها، فيمتنع من ذلك ويلزم الأدب وطلبه، ويخالط الكتاب، ويلازم الدواوين، فقال له ذات يوم: والله ما أرى ما أنت ملازمه ينفعك؛ وليضرنك؛ لأنك تدع عاجل المنفعة، وما أنت فيه مكفي، ولك ولأبيك فيه مال وجاه، وتطلب الآجل الذي لا تدري كيف تكون فيه، فقال: والله لتعلمن أينا ينتفع بما هو فيه؛ أ أنا أم أنت؟ ثم شخص إلى الحسن بن سهل بفم الصلح ، فامتدحه بقصيدته التي أولها:
عمر بن محمد بن عبد الملك قال: كان جدي موسرأ من تجار الكرخ، وكان يريد من أبي أن يتعلق بالتجارة، ويتشاغل بها، فيمتنع من ذلك ويلزم الأدب وطلبه، ويخالط الكتاب، ويلازم الدواوين، فقال له ذات يوم: والله ما أرى ما أنت ملازمه ينفعك؛ وليضرنك؛ لأنك تدع عاجل المنفعة، وما أنت فيه مكفي، ولك ولأبيك فيه مال وجاه، وتطلب الآجل الذي لا تدري كيف تكون فيه، فقال: والله لتعلمن أينا ينتفع بما هو فيه؛ أ أنا أم أنت؟ ثم شخص إلى الحسن بن سهل بفم الصلح ، فامتدحه بقصيدته التي أولها:
كأنها حين تنـاءى خـطـوهـا | أخنس موشي الشوى يرعى القلل |
فأعطاه عشرة آلاف درهم، فعاد بها إلى أبيه، فقال له أبوه: لا ألومك بعدها. على ما أنت فيه.
لما مدح محمد بن عبد الملك الحسن بن سهل، ووصله بعشرة آلاف درهم مثل بين يديه وقال له:
لم امتدحك رجاء المـال أطـلـبـه | لكن لتلبسني التحجـيل والـغـررا | |
ولـيس ذلـك إلا أنـنـي رجــل | لا أطلب الورد حتى أعرف الصدرا |
وكان محمد بن عبد الملك شاعراً مجيداً، لا يقاس به أحد من الكتاب، وإن كان إبراهيم بن العباس مثله في ذلك، فإن إبراهيم مقل وصاحب قصار ومقطعات، وكان محمد شاعراً يطيل فيجيد، ويأتي بالقصار فيجيد، وكان بليغاً حسن اللفظ إذا تكلم وإذا كتب.